جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تواصل جهودها لنقل منارات الثقافة العربية وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية
لا يبدو أن قضايا الترجمة والتحديات التي تواجه المترجمين العرب وسواهم، من المحدودية بحيث يمكن حصرها في أمور عدة، والعمل على معالجتها بصورة دقيقة، كل واحدة على حدة، فما أظهرته ندوة جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، التي تحتفل بمرور عشر سنوات على انطلاقها، أن قضايا الترجمة تزداد تعقيدًا وتتخطى مسألة الحصر. فالمترجم من كل لغة، ومن كل حضارة أو ثقافة يواجه تحدّيًا جديدًا ومختلفًا عما يواجه مترجم آخر، معنيّ بالترجمة من لغة أخرى وثقافة أخرى. ومن الإشكالات التي كشفت عنها هذه الندوة، التي عقدت في 10 ديسمبر 2024م، على جلستين تحت شعار: «من العربية إلى البشرية: عقد من الترجمة وحوار الحضارات»، وشارك فيها عدد من المترجمين البارزين، المحاذير التي تصنعها ثقافة ما، أو وعي جماعي ما، حين نقل، ما سيعد مدنسًا، في ذهنية ثقافة ما، إلى لغة مقدسة، مثل اللغة العربية. فلا يجدر، من وجهة نظر بعض الثقافات، ترجمة النصوص أو الكتابات التي تعكس أنماطًا من العيش، يمتزج فيها البعد الأسطوري والديني الوثني، إلى لغة القرآن الكريم. هذا ما كشف عنه مترجم إفريقي، مبرزًا صعوبة الدور الذي يلعبه بصفته مترجمًا وناشطًا في حقل الترجمة. ومن القضايا التي طرحت في الندوة، هل الترجمة بديل عن التأليف؟ وكيف نترجم إلى العربية، في الوقت الذي تشهد فيه اللغة العربية هجرة من أبنائها إلى اللغات الأجنبية؟ وما العمل مع ترجمات الذكاء الاصطناعي؟ إضافة إلى مسألة التنسيق بين المؤسسات العربية المعنية بالترجمة...