جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، عقد من العطاء والإنجاز


خلال ندوةٍ للتعريف بالجائزة في تشاد

"جائزة الشيخ حمد للترجمة" تحتفي بـ 10 أعوامٍ من العطاء والإنجاز

مُشاركون: الجائزة من أهم المُبادرات العالميّة الداعمة للترجمة

الدوحة 20 يناير :

نظّمت جائزةُ الشيخ حمد للترجمة والتفاهُم الدولي، بالتعاون مع المركز الإفريقي للأبحاث والدراسات والترجمة، ندوةً علميةً تحت عنوان "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي: عَقد من العطاء والإنجاز"، تهدف إلى التعريف بالجائزة وتعزيز قيم التفاهُم الثقافي في دولة تشاد. وانعقدت الندوة في المكتبة الوطنية بالعاصمة إنجمينا، وسط حضورٍ كبيرٍ من الأكاديميين والمُثقفين والعاملين في مجال الترجمة، إلى جانب طلاب الجامعات والمعاهد. أدارَ فعاليات الندوة الدكتور الطيب مردو، الذي أشرف أيضًا على ترجمة فقراتها إلى اللغة الفَرنسيّة، ما أتاح للحضور التفاعلَ مع المُحتوى.

مفهوم الترجمة

وتناولت الندوةُ ثلاثة محاور رئيسية، سلطت الضوءَ على دور الترجمة في تعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب، ودور جائزة الشيخ حمد في هذا المجال. وافتتحَ المحورَ الأوّل السيد محمد حمدان إسحاق، المُدير المُكلف بالترجمة بوزارة الأمانة العامّة في تشاد، حيث قدّم شرحًا وافيًا عن مفهوم الترجمة، وأهميتها كوسيلةٍ للتواصل بين الثقافات، وأنواعها المُختلفة. وأكدَ على أن الترجمة ليست مُجرّد عملية نقل نصوص من لغةٍ إلى أخرى، بل هي عملية تواصل ثقافي عميق. وأوضحَ أن الترجمةَ تتجاوز الكلمات والجمل لتصلَ إلى نقل المفاهيم والمعاني التي تعكس روح الثقافة الأصلية. وأشارَ إلى أن المُترجم يلعب دور الوسيط الحضاري الذي يربط بين عوالم مختلفة، ويحتاج إلى إلمامٍ شاملٍ باللغة المصدر واللغة الهدف، فضلًا عن فَهم السياقات الثقافيّة والاجتماعيّة لكلتا اللغتين.

وركزَ إسحاق على الأهمية البالغة للترجمة في تحقيق التفاهم والسلام بين الشعوب. وقالَ: إن الترجمة كانت على مر العصور أداةً رئيسيةً في نقل المعارف والعلوم، مُشيرًا إلى الدور التاريخي للمُترجمين في عصور النهضة الإسلاميّة والأوروبيّة، حيث ساهمت الترجمةُ في تطوير العلوم والفلسفة والأدب.

وأشارَ إلى أن الترجمةَ تلعب دورًا أساسيًا في عصر العولمة الحالي، حيث أصبح العالم قريةً صغيرةً، ما يجعل التواصل بين الشعوب ضرورةً مُلحّةً. وأكد أن الترجمة لا تسهم فقط في تعزيز الحوار الثقافي، بل أيضًا في تنمية الاقتصاد والسياسة والتعليم، حيث تُعدّ الترجمة عنصرًا رئيسيًا في نقل التكنولوجيا والمعرفة بين الدول.

الجوائز وتعزيز العَلاقات

من جانبه تناولَ الدكتور عبدالعزيز إسحاق الأمين، في المحور الثاني من الندوة "نبذة عامة عن أهم جوائز الترجمة العالمية ودورها في تعزيز العَلاقات الدولية"، حيث قدّم عرضًا شاملًا لدور الجوائز الثقافيّة العالميّة في دعم الترجمة كوسيلةٍ أساسيةٍ لبناء جسور التواصل بين الشعوب وتعزيز التفاهم الثقافي.

واستهلَّ الدكتور عبدالعزيز حديثَه بالتأكيد على أن الجوائز العالمية في مجال الترجمة تُمثل مُحفزًا كبيرًا للمترجمين والمؤسسات الثقافية، حيث تسهم في تسليط الضوء على أعمالهم، وتوفر الدعم المادي والمعنوي الذي يُمكّنهم من الاستمرار في إنتاج أعمالٍ متميزةٍ. وأشارَ إلى أن هذه الجوائز لا تقتصر على الاعتراف بجهود الأفراد فقط، بل تسهم أيضًا في نشر الثقافات المحلية وتعزيز الحوار بين الحضارات.

وأوضحَ أن الترجمة، بمفهومها الواسع، تُعدّ وسيلةً لتحقيق التقارب بين الأمم، إذ إنها تتيح للناس من مختلِف الخلفيات التعرّف على الأدب والفكر والفنون الخاصة بالشعوب الأخرى، ما يؤدّي إلى تعزيز السلام والتفاهم المُتبادَل.

وانتقلَ الدكتور عبدالعزيز لاستعراض أهم الجوائز العالميّة في مجال الترجمة، مشيرًا إلى تأثيرها الكبير على المشهد الثقافي، وخصص جزءًا من حديثه لاستعراض جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، مُشيدًا بدورها الكبير في تشجيع حركة الترجمة عالميًا. وأوضحَ أن الجائزة، التي أكملت عَقدًا من الزمن، أصبحت واحدةً من أبرز الجوائز في العالم، نظرًا لما تتمتع به من شموليةٍ في استهدافها اللغات المُختلفة.

"حمد للترجمة"

في المحور الثالث من الندوة، قدّم الدكتور حسن موسى تشاي عرضًا مُميزًا تحت عنوان "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي: عَقد من العطاء والإنجاز"، تناول خلاله مسيرةَ الجائزة منذ نشأتها وحتى بلوغها مكانةً عالميةً، مُسلطًا الضوءَ على إنجازاتها ودورها في تحقيق التفاهم الثقافي بين الشعوب.

وأشارَ إلى الانطلاقة الأولى لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، مؤكدًا أن الفكرة بدأت بدافع نبيل لتعزيز الحوار الثقافي بين العرب والعالم. لتصبح خلال عَقدٍ واحدٍ من الزمن إحدى أبرز المبادرات العالمية الداعمة للترجمة، نظرًا لشموليتها وحرصها على تعزيز التفاهم الدولي.

وأوضحَ أن الجائزة لم تقتصر على اللغات الشائعة كالإنجليزية والفرنسية، بل اهتمت باللغات الأخرى الأقل حضورًا، ما يؤكد التزامها بالتنوّع الثقافي واللُغوي. وأضافَ: إن هذا التنوّع جعل الجائزة مِنصةً حقيقيةً تجمع بين ثقافاتٍ مُختلفةٍ وتسهم في تقارب الشعوب.

جدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلةٍ من الجهود الرامية لتعزيز الوعي بأهمية الترجمة ونشر قيم التفاهم والسلام بين الشعوب، وهي خُطوة إضافية في مسيرة جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي التي أكملت عَقدًا من التميّز والعطاء.

انتهى

تُعدُّ جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهُم الدولي أهم وأكبر جائزة ترجمة عالمية من اللغة العربية وإليها من مُختلِف لغات العالم، وتهدف إلى تعزيز جسور الحوار والتفاهم بين الثقافات والشعوب. تأسست الجائزة عام 2015 في دولة قطر، وتكرّس جهودها لدعم الترجمة كوسيلة أساسية لنقل المعرفة وإثراء التفاهم بين الحضارات المُختلفة.

تهدفُ الجائزةُ إلى تشجيع حركة الترجمة من وإلى اللغة العربية لتوسيع آفاق التواصل الثقافي، وتكريم المُترجمين الذين يسهمون في بناء التفاهم العالمي من خلال تقديم أعمالٍ مُميزةٍ، كذلك تعزيز القيم الإنسانية المُشتركة عبر الاحتفاء بالإنجازات التي تُعزّز الحوارَ بين الثقافات.

تشمل الجائزة فئاتٍ مُتعدّدةً تُركز على الترجمة بين اللغة العربية ولغات عالمية أخرى، بما في ذلك اللغات الرئيسة مثل الإنجليزية، والألمانية، والتركية، واللغات الفرعية مثل الألبانية والتايلندية. كما تمنح الجائزة جائزة الإنجاز تقديرًا للمشاريع الكبيرة أو الجهود الاستثنائيّة في مجال الترجمة.

جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تعتبر أكبر جائزة عالمية في مجال الترجمة من حيث القيمة المادية، إذ يتجاوز إجمالي جوائزها السنوية 2 مليون دولار أمريكي، موزعة على مختلِف فئات الترجمة وجائزة الإنجاز، ما يعكس اهتمامها البالغ بتشجيع التميّز في الترجمة وتعزيز التفاهُم الثقافي بين الشعوب.

للمزيد من التفاصيل يُرجى متابعة موقع الجائزة الرسمي WWW.HTA.QA  وحساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

نشر :